37 ندوة نقاشية متخصصة على هامش اليوم الثالث من "ويتيكس" 2025

تضمنت فعاليات اليوم الثالث والأخير من معرض تكنولوجيا المياه والطاقة والبيئة (ويتيكس)، الذي نظمته هيئة كهرباء ومياه دبي من 30 سبتمبر حتى 2 أكتوبر الجاري، 37 ندوة نقاشية متخصصة شارك فيها عدد كبير من الخبراء والمختصين من كبرى الشركات المحلية والعالمية.
الندوات الرئيسية
سلطت الندوات الرئيسية الضوء على: "أهمية التخطيط الأخلاقي للمركبات الكهربائية والبنية التحتية في تطبيقات شحن المركبات الكهربائية"، "التقنيات المُُغيِِّرة / الناشئة / المبتكرة في مجالات الطاقة والمياه والبيئة"، "أهمية الكابلات المستدامة"، "تعزيز التقدُُّم: كيف يتيح تميز الشبكة مستقبلاً متجدداً في أبوظبي"، "الحاجة الملحة إلى تغيير ملموس ومستدام"، "دفع عجلة الاستدامة قدمًًا: ورشة عمل تحالف تكنولوجيا الطاقة النظيفة"، "اعتماد المصدر الطبيعي لتلبية الطلب على الطاقة"، "تسريع انتقال الطاقة بالرقمنة"، و"تقنية الواقع الممتد في قطاع نقل الطاقة".
وضمن جلسة "الوحدات الحلقية الصديقة للبيئة"، قال باسل المبروك، مدير تنفيذ البحث والتطوير في مجال الجهد المتوسط ووحدات الربط الحلقي، في شركة الفنار: "إن التخلص من غاز سداسي فلوريد الكبريت (SF6) ليس مجرد تطور تقني، بل هو التزام حقيقي بالاستدامة والعمل المناخي. فمن خلال اعتماد وحدات ربط حلقي معزولة بالهواء الجاف وتصميم معدات تضاهي في الحجم والسلامة والموثوقية الأنظمة التقليدية، نُثبت إمكانية رفع مستوى الأداء وحماية البيئة في آن معاً. كما تقلل وحدات الربط الحلقي الخالية من غاز سداسي فلوريد الكبريت الانبعاثات بما يعادل إزالة آلاف السيارات من الطرق، ومع اقتراب دخول القوانين العالمية التي تحد من استخدام غاز سداسي فلورايد الكبريت حيّز التنفيذ بحلول عام 2026، لم تعد وحدات الربط الحلقي الخالية من غاز سداسي فلورايد الكبريت خياراً بل ضرورة. ونحن في "الـفـنـار" نفخر بريادتنا في ابتكار حلول ذكية ومستدامة تُغذي الشبكات الكهربائية وتُسهم في حماية كوكب الأرض."
ندوات الطاقة المتجددة والاستدامة
تضمنت ندوات الطاقة المتجددة والاستدامة: "مقدمة من مجلس صناعات الطاقة النظيفة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا"، "توسيع البنية التحتية للمركبات الكهربائية - ربط الطرق والشبكات"، "حلول الأساطيل التجارية - توسيع نطاق التنقل الكهربائي للخدمات اللوجستية"، "الطريق نحو كفاءة الطاقة الصناعية والكهربة"، "الزجاج في الاستدامة وأفضل ممارسات ̓الإمارات للزجاج̒ لإزالة الكربون"، "فجوة إزالة الكربون: من الاستراتيجية إلى العمليات التشغيلية"، و"أدوات الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات لخفض انبعاثات النطاق 3 والارتقاء بجاهزية سلسلة التوريد / تعزيز العمليات التشغيلية الداعمة للحياد الكربوني في جميع القطاعات".
وقدمت جلسة "توسيع نطاق التنقل النظيف - البنية التحتية والسياسات والصناعة"، رؤية متفائلة لمستقبل النقل المستدام الذي تتكامل فيه المركبات الكهربائية وحلول الشحن الذكية والطاقة المتجددة لإعادة تشكيل ملامح الحياة الحضرية. وأشار الخبراء إلى البيئة الداعمة التي توفرها دولة الإمارات للنقل المستدام من خلال تبني سياسات واضحة، وتعرفة شحن ميسّرة، وبنية تحتية متطورة، ومشاريع مبتكرة لإعادة التدوير. وتسير الدولة بخطى ثابتة نحو جعل التنقل النظيف الخيار السائد بفضل الأهداف الطموحة، وحجم الاستثمارات المتزايد، والتعاون الوثيق بين القطاعين الحكومي والخاص. ومع تطور التكنولوجيا وتسارع وتيرة التبني، سيغدو التنقل المستدام أكثر من مجرد خيار، بل عامل تمكين للوصول إلى مدن المستقبل المستدامة.
وخلال جلسة "ما بعد الإفصاح عن الانبعاثات – الإجراءات الصناعية لإزالة الكربون" عرضت موانئ دبي العالمية خطتها لخفض 42% من انبعاثات النطاقين 1 و2 بحلول 2030 عبر الطاقة المتجددة، وكهربة معدات الموانئ، واعتماد وقود بحري بديل. وأكدت "إنوفا" دور التحول الرقمي وكفاءة الطاقة، مشيرة إلى توفير أكثر من مليار كيلووات ساعة وتفادي 500 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون. فيما ركزت "بيئة" على تحويل النفايات إلى طاقة وتقليل الطمر، وقد حققت بالفعل نسبة تحويل 90% في الشارقة، مع طموحات للوصول إلى الحياد الصفري بحلول 2040. وقدمت "فيوتشر بايب إندستريز" مشاريع للطاقة الشمسية والكهرباء، منها محطتان جديدتان بقدرة 1.6 و1.1 ميجاوات. وأجمع المشاركون على أن التمويل والتشريعات وانبعاثات النطاق الثالث في سلاسل التوريد تمثل أبرز التحديات، ما يتطلب شراكات وابتكاراً.
واستعرضت جلسة "خطط المدن لتعزيز التنقل من خلال تبني المركبات الكهربائية وتعزيز الكفاءة" خارطة طريق عملية لتحقيق الأهداف الطموحة لدولة الإمارات في مجال التنقل النظيف والذكي، بما في ذلك لزيادة نسبة السيارات الكهربائية في دولة الإمارات إلى 50% من إجمالي المركبات وتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، إضافة إلى التحول إلى نموذج "مدينة العشرين دقيقة"، حيث تبلغ أقصى مدة تنقل داخل المدينة 20 دقيقة. وتضمنت خارطة الطريق ثلاثة محاور أساسية، هي التحول نحو استخدام الكهرباء من مصادر متجددة في جميع وسائل النقل، سواء الحافلات وأساطيل السيارات ووسائل النقل الخفيفة، وإرساء بنية تحتية ذكية تشمل نشر شبكات الشحن العامة والخاصة على نطاق واسع وإدارة الأحمال، أما المحور الثالث فيتمثل في تحليل البيانات وتبني أحدث التقنيات، بما فيها منصات التنقل كخدمة والتحليلات اللحظية للبيانات.
ندوات المياه
جاءت ندوات المياه تحت عناوين: "النظام الذكي لإدارة جودة المياه - خارطة طريق متكاملة مدعومة بالبيانات"، "أنظمة طلاء مضغوطة وعالية الكفاءة معالجة بالأشعة فوق البنفسجية للأنابيب والخزانات المعدنية"، "استخدام التربولين للحماية من الظروف القاسية"، "أنظمة تدعم إمكانية زيادة توفير الطاقة وخفض الانبعاثات الكربونية في محطات معالجة مياه الصرف الصحي"، "تعزيز الماء اليسر"، و"التحديات والعوامل المُمكّنة لتوسيع نطاق تطبيق وتبني التقنيات المائية الجديدة".
وضمن جلسة "إزالة الكربون من قطاع تحلية المياه - التناضح العكسي: حافز للتحول في مجال الطاقة"، قال عبدالرحمن عمر عبدالله عمر بافرج، شركة مياه وكهرباء الإمارات: "بحلول عام 2030، سنعتمد في أبوظبي على تقنية التناضح العكسي لتأمين نحو 90 في المئة من المياه، بديلاً عن تقنيات التحلية الحرارية التقليدية. ويُعد مشروع الطويلة، بطاقته الإنتاجية التي تصل إلى 909 آلاف متر مكعب يومياً، الأكبر من نوعه، إذ يغطي ما يقارب ربع الطلب المحلي لإمارة أبوظبي. هذا التحول خفّض تكلفة إنتاج المياه من نحو 1.2 دولار للمتر المكعب إلى قرابة نصف دولار فقط، ورفع كفاءة الطاقة بنسبة 96%، في حين تراجعت الانبعاثات الكربونية بما يقارب 80%."
ندوات الابتكار والمستقبل
ناقشت ندوات الابتكار والمستقبل مواضيع: "التقنية التشغيلية للمراقبة والأمن مع ̓سبلنك̒"، "إعادة رسم ملامح خدمات تقنية المعلومات في عصر الذكاء الاصطناعي"، "شبكات المستقبل – كيف يتم تشكيل الشبكات العالمية؟"، "تحديث أنظمة تسوية الفواتير في المؤسسات الخدماتية"، "أول نظام أنابيب مصنوعة من كلوريد البولي فينيل مقاوم للأشعة فوق البنفسجية للتطبيقات الخارجية: حل اقتصادي لأنابيب أنظمة المياه فائقة النقاء"، "تعظيم أداء الألواح الشمسية الكهروضوئية من خلال الصيانة التنبؤية"، "تذوّق نكهة المستقبل مع المقاهي الروبوتية: تحويل الطاقة إلى عصر جديد في آلات البيع"، و"حلول مبتكرة في مجال إعادة التدوير ومجال الإعلان والدعاية".
وفي جلسة "تخزين الطاقة لفترات طويلة"، قال أحمد غيور، سيمنس للطاقة: "يُعد التخزين طويل الأمد للطاقة ركيزة أساسية لازدهار مستقبل الطاقة النظيفة. ومع تحول الطاقة المتجددة إلى مصدر رئيسي للكهرباء، يصبح ارتباط نجاح تحول الطاقة في عالمنا بقدرتنا على تخزين الطاقة لساعات أو أيام أو حتى أسابيع، إذ تعد حلول التخزين طويلة الأمد للطاقة، من أنظمة البطاريات المتقدمة إلى التخزين بالأملاح المنصهرة، مثاليةً لتوفير طاقة موثوقة وميسورة ومستدامة للمجتمعات حول العالم، فهي تدعم التحول من مصادر الطاقة المتقطعة إلى مصادر الطاقة المستقرة، وتمكّن الدول من تحقيق أهدافها المناخية وبناء عالم محايد كربونياً للأجيال القادمة."
وتناولت جلسة "حماية المحولات الجافة من ̓جهد الاستعادة العابر̒ باستخدام مانعات الصواعق ودارات التخميد، والمقاومة المعتمدة على الجهد"، سبل حماية المحولات الجافة من ظاهرة " جهد الاستعادة العابر" (TRV) الناتجة عن قواطع الدائرة الفراغية عند فصلها قبل نقطة العبور الصفري للتيار.
ندوات منطقة الصحة والسلامة
غطت ندوات مؤتمر الصحة والسلامة الجوانب التالية: "رحلة هيئة كهرباء ومياه دبي نحو التميز في مجال الرفاهية"، "الدور المتطور لمتخصصي الصحة والسلامة المهنية – التحديات والفرص"، "حركة "كروس رود" – مستقبل السلامة والرفاهية: تمكين القوى العاملة"، و"تعزيز الصحة والسلامة في قطاع البناء باستخدام "روبوفلو" و "يولو": حلول الذكاء الاصطناعي في الرؤية الحاسوبية اللحظية".
وضمن جلسة "الابتكار في مجال الرفاهية والسلامة: استكشاف الثقافات المتنوعة عبر الحدود من منظور متعدد الجنسيات"، قالت نهله عبيد، نائبة الرئيس للاستراتيجية والتسويق والمبيعات لمنطقة الشرق الأوسط وكازاخستان وأفريقيا، بيرو فيريتاس: "السلامة لا تعرف حدوداً، لكن تطبيقها يختلف باختلاف الثقافة. لم نعد ننتظر وقوع الحوادث لنتحرك، بل نسعى للوقاية وبناء بيئة عمل آمنة يشعر فيها الموظف بالتقدير والحماية. الصحة والسلامة ليست مجرد أوراق أو شهادات، بل التزاماً حقيقياً يبدأ من الإدارة ويأخذ في الاعتبار التنوع الثقافي ورفاهية الإنسان جسدياً ونفسياً. وعندما نعامل موظفينا بوصفهم ثروة حقيقية، فإنهم يعودون إلى منازلهم بأمان، ويظلون متحمسين ومنتجين، ويقدمون أفضل ما لديهم. فالرفاهية ليست فقط قيمة إنسانية، بل أيضاً فائدة اقتصادية تضمن استمرارية النجاح."
وخلال جلسة "الجاهزية الفعّالة للطوارئ والاستجابة لها"، قال سباستيان بيدو، منصب المدير العام للفريق في الشرق الأوسط لدى "إنترناشيونال إس أو إس" في دبي: "لم تعد الأزمات اليوم نادرة أو معزولة، بل باتت معقدة ومترابطة ومؤثرة بشدة. فلا مؤسسة محصّنة ضد الأزمات، والانتظار حتى وقوع الكارثة يصبح متأخراً جداً. فالاستعداد ليس مجرد مهارة تقنية، بل هو مهارة قيادية تقوم على وضوح الرؤية والتعاطف. ففي لحظة الأزمة، تكون الثقة أهم من السيطرة، ويملأ الهلع الفراغ عندما تغيب الرسالة الواضحة، بينما تمنح الممارسة الثقة والقدرة على الصمود. والاستعداد ليس عبئاً أو تكلفة، بل ميزة تنافسية تحمي الأفراد وتصون استمرارية الأعمال وتحوّل حالة عدم اليقين إلى فرصة. وفي جوهره، يبقى التعامل مع الأزمات عملاً قيادياً، والقيادة الحقيقية تبدأ بالتعاطف."
وأكد المتحدثون من مجلس السلامة البريطاني خلال جلسة "الرفاهية وجودة الحياة – الصحة النفسية وإدارة التوتر" أن رفاهية الموظفين وإدارة الضغط في بيئة العمل أولوية أساسية للشركات. فالضغوط تؤثر بشكل مباشر على طريقة تفكير الأفراد وسلوكهم وتعاونهم وأدائهم، ما يجعلها مؤشراً على الابتكار والاحتفاظ بالكفاءات والسلامة.
وسلطت جلسة "التقنيات الناشئة: ابتكارات في الصحة والسلامة والرفاهية في مكان العمل والمجتمعات" الضوء على تأثير التقنيات الناشئة، مثل الطائرات بدون طيار والأجهزة القابلة للارتداء وأجهزة المراقبة داخل الكابينة والكلاب الروبوتية، على تحسين الصحة والسلامة والرفاهية في أماكن العمل. ومع ذلك، شدد المتحدثون على أن التكنولوجيا وحدها لا تكفي، إذ يبقى الناس والثقافة والثقة محوراً أساسياً، ويتطلب التبني تدريباً مناسباً وشفافية ومواءمة بين المطورين والمستخدمين والقيادة لضمان الاستخدام الفعال وبناء الثقة. وأكدت الجلسة على أن التعامل الأخلاقي مع البيانات واحترام الخصوصية، والحد من التحيز هي عوامل أساسية للابتكار المسؤول. وينبغي أن يبدأ توسيع نطاق الحلول الجديدة بمشاريع تجريبية صغيرة، وتحديد مدى ملاءمتها، قبل التوسع التدريجي.
ندوات إدارة علاقات الموردين
ندوات تفاعلية وجلسات نقاشية لتوطيد أواصر التعاون بين هيئة كهرباء ومياه دبي والموردين لتعزيز الشراكات ودفع جهود تعزيز الاستدامة والاقتصاد الدائري.